أربعة أسرار لتواصل الأعين اللاشفهيّ
بقلم: رونالد ريغيو
عندما نفكّر بلغة الجّسد (التّواصل اللاشفهيّ)، فإنّ تركيزنا
ينصبُّ مباشرة على تعابير الوجه والإيماءات وحركات الجسد كإشارات تواصل. إنّ حركة
الأعين والطريقة التي نسخدمها بها غالباً يتمّ تجاهلها، ولكنّها وسيلة مهمّة
للتواصل. إليك بعض الاكتشافات:
1. العينان هما عنصر مهم في تعابير الوجه، فعلى الرّغم من أنّنا نبحث عن
ابتسامة أو تجهّم كإشارة للغة الجّسد، فإنّ أعيننا وجهازها العضلي المعقّد يلعبنّ
دوراً مهمّاً في دقّة تعابير الوجه عن المشاعر. على سبيل المثال، يُظهِر بحثٌ
أجراه عالم النّفس (بول إيكمان) أنّ أعيننا هي إشارة صريحة على الوقت الذي نشعر
فيه بسعادة حقيقيّة أو نتصنّعُها. وفقاً لإيكمان، فإنّ ابتسامة دوشين (Duchenne
smile) تكون عندما تتضيق الأعين، وتصنع خطوطاً أو شكل أقدام الغُراب على الزّاوية
الخارجيّة. هذه هي الابتسامة الحقيقيّة التي تختبر تأثيراً إيجابيّاً. إذا كانت
هذه الإشارات العينيّة مفقودة، فمن المرجّح أنّ الابتسامة مصطنعة.
2. العينان هي مصدرُ يقظة. إذ أنّ تواصلُ
الأعين المتبادل -التّحديق مباشرة في عينيّ شخص آخر- يحفّز اليقظة مباشرةً، وهذه
اليقظة تُفسَّر اعتماداً على هويّة الشّخص الآخر والظّروف التي يمر بها. فإذا كان
الشّخص الآخر غريباً مثيراً للشكوك، فقد يحفّز شعوراً بالخوف. أو في حال كنّا نشعر
بالتهديد من قِبَلِ الشّخص الآخر، فإنّ التّحديق قد يجعلنا نشعر بالإضطراب والغضب.
3. العينان يمكن أن تشير إلى الرغبة
الجنسيّة. وبمناسبة الحديث عن اليقظة التي يسبّبها التّحديق المتبادل، فإنّ النّظر
مباشرة في عينيّ شخص آخر والمحافظة على تواصل الأعين المتبادل هذا لمدّةٍ أطول
بقليل من الدرجة العاديّة يمكن أن يشير إلى المغَأزَلة والرغبة الجنسيّة. هناك
إشارة عينيّة أُخرى بالرغم من أنّه لا يتمّ ملاحظتها بكثرة، وهي توسُّع حدقة العين.
عندما يكون لدينا اهتماماً حقيقيّاً بشخص أو بشيء ما، فإنّ هذا يؤدي إلى توسُّع الحدقة
ولاسيما عندما نركّز على ما يستحوذ على اهتمامنا. فإن كان ذلك الشخص جذّاباً
وشريكاً مثيراً ، تتوسع الحدقة (على الرغم من أنّه قد لا يكون واضحاً إذا ما كان
الشّخص الآخر سيلحظه ويتأثّر به أو لا). هناك بحث أيضاً يُظهِر أنّ التّحديق
المتبادل في عينيّ شخص آخر يمكن أن يكون مؤشِّراً حقيقيّاً على الحُبّ. يميل
الأزواج المحبين لهذا، وكلّما فعلوا هذا أكثر، دلّ ذلك على عمق الحبّ والانجذاب بينهم
.
4.
يمكن
للعينين أن تُستخدَم لخِداع الآخرين. بحثُنا الخاص عن الخِداع أظهر اكتشافاً
مثيراً للاهتمام: على الرّغم من الاعتقاد الشّائع بأنّ الشخص الكاذب لا يستطيع أن
ينظر مباشرة إلى العين، إلّا أنّ نتائجنا تُظهِر العكس. عندما طُرح سؤال على النّاس
إمّا الكذب وإمّا قول الحقيقة، الكاذبون كانوا يميلون للتّواصل بالأعين أكثر
مقارنةً بالوقت الذي كانوا يقولون فيه الحقيقة. لماذا؟ لأنّه من المرجّح أنّهم
كانوا على علمٍ بالصّورة النمطيّة الشائعة عن الخِداع، لذا أفرطوا بالتعويض عن ذلك
من خلال أعينهم حينما كانوا يمارسون الكذب.
ترجمة: آلاء أشقر
تدقيق ومراجعة: أ. ظلال مصطفى صباغ
المصدر: من هنا