كيف تعلِّم أطفالك التعبير عن مشاعرهم؟

كيف تعلِّم أطفالك التعبير عن مشاعرهم 

بقلم ايمي مورين

 

تعد المشاعر أمرًا مربكًا، خصوصًا بالنسبة لطفل في عمر 4 سنوات فهو لا يعي سبب عدم سماحك له بتناول قطعة أخرى من البسكوت أو بالنسبة لطفل في عمر 8 سنوات حين يمتعض لأنّه تم إستدعاؤك للعمل وينبغي عليك مغادرة الملعب مبكرًا. 

من الشاق تعليم الأطفال التعبير عن المشاعر لأنّها مفهوم مجرد تمامًا، كما أنّه من الصعب وصف شعوره حين يكون حزينًا أو مذعورًا أو متشوقًا، ومن الضروري أن تشرع بتعليم الأطفال حول العواطف في مرحلة مبكرة قدر الإمكان لأنّ مشاعرهم تأثر على جميع الخيارات التي يتخذونها. 

والأطفال الذين يفهمون عواطفهم يفترض إظهارهم  نوبات غضب وعدوانية وتمرد للتعبير عن ذواتهم بشكل أقل، فالطفل الذي يعبّر قائلًا "إنّني مغتاظ منك" احتمالية أن يضرب تكون أقل، والطفل الذي يقول "هذا يؤذي مشاعري" هو مهيٌأ بشكل أفضل لحل النزاع سلميًا. 

كما أنّ تعليم إبنك عن العواطف يدعمه من الناحية العقلية، فالأطفال الذين يدركون عواطفهم ويتمتعون بمهارات التكيف للتعامل مع عواطفهم، يتصفون بالثقة بالنفس التي تمكنهم من تحدي مشقات الحياة.

 

قم بالاشارة إلى مشاعر إبنك

 

يمكنك تعليم إبنك في سن ما قبل المدرسة مفردات المشاعر الأساسية مثل سعيد، مغتاظ، حزين ،خائف، أما بالنسبة إلى الأطفال الأكبر سنًا يمكن أن يتعلموا مفردات عن المشاعر المعقدة مثل محبط، مثبط العزيمة، و حانق. 

وتعد مناقشة الأطفال عن مشاعر الشخصيات التي يقرأون عنها في الكتب ويشاهدونها في التلفاز طريقة رائعة لتعليم الأطفال عن المشاعر، قم بالتوقف وإسأله "كيف تعتقد أنّه يشعر الآن؟" وناقشه حول مشاعرعديدة تعيشها الشخصية والأسباب التي تكمن وراءها. 

كما أنّ تحدثك عن مشاعر الآخرين يعلمهم التعاطف، و يبين لهم أنّ الناس لهم مشاعر أيضًا

فبإعتقاد الصغار أنّ العالم يتمحور حولهم، وحين يعلم إبنك أنّ دفعه لصديقه على الأرض يغضبه ويبكيه مما يبعده عن ذلك السلوك بعض الشيء.

  

تحدث عن المشاعر

 

عرفه عن المفردات التي تعبر عن المشاعر و يستخدمونها بشكل يومي، وكن أسوة لهم في التعبير عن المشاعر من خلال مشاركتهم مشاعرك، فمثلًا تقول: "أشعر بالحزن لأنّك لا تشارك أخاك اللعب ومن المؤكد أنّه حزين أيضًا." 

اطرح على إبنك كل يوم سؤالًا: "بماذا تشعر؟" يمكنك إعتماد مجموعة من الوجوه التعبيرية تساعدهم على فهم الشعور ثم ناقشه به، وتحدث عن أنواع الأمور التي لها تأثير على مشاعره.

قم بتحديد ما تلاحظه من أرجحية شعوره بشعور معين، فمثلًا قل "تبدو سعيدَا لأننا سنخرج لتناول المثلجات." أو "يبدو عليك الإحباط من اللعب بمكعبات البناء هذه."

  

علمه أساليب التكيف

  

من اللازم تعلم الأطفال أنّ شعورهم بالغضب لا يمنحهم حق ضرب أحد، فبدلًا من ذلك ينبغي أن يتعلموا مهارات إدارة الغضب ما يمكنهم من تجاوز الأزمات بسلام، وقم بالتحضير لتعليمه طريقة التعامل مع العواطف السلبية. 

وحفّز ابنك على الالتزام بمهلة زمنية، كما شجعه على الجلوس في غرفته أو أي مكان آخر حين يكون متضايقًا، فهذا يساعده على تهدأة أعصابه لأن لا يتجاوز القواعد وتفرض عليه مهلة زمنية. 

كما علمه طرق سليمة للتعامل مع مشاعر الحزن، فإذا شعر بالحزن لأنّ صديقه رفض اللعب معه، حدثه عن طرق التعامل مع مشاعر الحزن تلك. وفي الغالب لا يكون الأطفال على دراية بما يتعين عليهم فعله حين ينتابهم الحزن، مما يدفعه للعدوانية و إتباع سلوكيات لجذب الإنتباه.  

  

امنحه التعزيز الايجابي

 

عليك أن تعزز السلوك الحسن من خلال تحديد عواقعب إيجابية، أثني على ابنك لتعبيره عن عواطفه بأسلوب لائق اجتماعيًا بقولك: "أحببت بالفعل الطريقة التي عبرت بها لأختك عن غضبك منها." 

وهناك طريقة رائعة لتعزيز عادات سليمة وهي أن إتباع نظام المكافآت، فمثلًا يساعد نظام الإقتصاد الرمزي (هو مصطلح عام يستخدم للإشارة إلي مجموعة من أساليب تعديل السلوك التى تشتمل علي توظيف المعززات الرمزية لتحقيق الأهداف العلاجية المنشوده.) الطفل على التمرن على أساليب التكيف السليمة حين ينتابه الغضب.

 

كن أسوة له في اتخاذ القرارات السليمة

 

في حال طلبت من ابنك التعبير بالألفاظ حين ينتابه الشعور بالغضب لكنه شاهدك وأنت ترمي هاتفك بعد الإنتهاء من مكالمة، فإنّ كلامك لن يؤتي ثماره، كن  أسوة له باتباع أساليب سليمة للتعامل مع العواطف السلبية. 

حدد الأوقات التي تغضب فيها أو يصيبك الإحباط وقل بصوت جلي " إنني غاضب لأنّ تلك السيارة مرمية أمامي"، ثم خذ نفَسًا عميقًا أو اتبع مهارة تكيف أخرى كأسوة لابنك ليتعرف على المهارات التي تمارسها حين ينتابك الغضب.

ترجمة: ظلال مصطفى صباغ

المصدر: من هنا