كيف تشرح لطفلك الرضا
الجسدي.
وافق الخبراء منهم أكاديمية طب الأطفال الامريكية، على
ضرورة تعليم الاطفال الرضا الجسدي والحرية الجسدية، وينبغي أن تبدأ المحادثات حول
هذا في سن مبكرة، لكن يمكن ان تكون هذه المواضيع صعبة للنقاش، و ندرك أن العديد من
الآباء يشعرون بالإرتياب من تربية ابنائهم في ظل تلك المفاهيم.
لنلقي نظرة على أهمية تعليم الاطفال الرضى
الجسدي والطريقة الفعالة للتعامل معها منذ مرحلة ما قبل الدراسة إلي مرحلة
المراهقة.
لماذا من الضروري تعليم الأطفال الرضا
الجسدي؟
ربما السبب الأكثر إلحاحًا لتعليم طفلك الرضا
الجسدي هو حمايتهم من الإعتداء الجنسي، لا أحد يرغب في التفكير في الاعتداء الجنسي
للأطفال، لكن الإحصائيات مرعبة.
أعلنت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها
أنّ واحدة من كل 4 فتيات وواحد من كل 13 فتى هم ضحايا الإعتداء الجنسي على
الأطفال.
و أكثر من 91% من مرتكبي جريمة الإعتداء
يعرفهم الطفل كفرد من العائلة أو مقدِّم رعاية.
وضّحت دكتور اليزابيث جيجلك، أستاذ في علم
النفس بكلية جون جاي، ومؤلفة كتاب " حماية طفلك من الاعتداء الجنسي: ما تحتاج
لمعرفته للحفاظ على سلامة طفلك"، أنّ معظم مرتكبي جريمة الاعتداء يعرفون
الطفل، لأنهم كسبوا ثقة الوالدين و الأوصياء الذين لم يدركو أنّ هناك أمرُ مريب،
ولذلك يجب علينا منح أطفالنا القدرة علي معرفة متي يتم انتهاك حرية أجسادهم
والشعور بالأمان في نقل هذه المعلومات لنا.
تقول (جوليا بيرد): أخصائي العلاج النفسي
بمستشفى تورانس "هناك العديد من الأسباب التي تستدعي تعليم أطفالنا الرضا
الجسدي وكذلك التهديد بالإعتداء الجنسي.
عندما يدرك الأطفال قدرتهم علي اتخاذ القرار
بكيفية و وقت استخدام أجسامهم وأن فعل ذلك هو حقهم، يبدأون بتنمية الشعور بالقوة
الذي يؤثر علي جميع نواحي حياتهم ليس اجسامهم فقط.
وصفت جوليا بيرد الأطفال بأنّهم يتعلمون كيف
يصبحون حازمين ويتعلمون وضع حدود، وتحديد احتياجاتهم وإدراك احتياجات الأخرين.
ما مخاطر عدم تعليم الاطفال الرضا الجسدي؟
تقول دكتور كايت ايدوارد مساعد بجامعة
نبراسكا، لينكولن في الإرشاد النفسي": عدم تعليم اطفالنا الرضا الجسدي يعرضهم
لمخاطر الاعتداء الجنسي.
غذا لم نُعلم اطفالنا الرضا الجسدي أو نقدم لهم المهارات اللازمة للمقاومة
والابلاغ عن الاعتداء الجنسي، سيصبح الإعتداء الجنسي جائحة في البلاد.
تقول دكتور جيجلك: لا يمكننا الاعتماد علي
الآخرين في القيام بهذا الدور في التعليم.
لاحظت دكتور جيجلك أن: لا تقدم جميع المدارس
والولايات ثقافة الرضا الجسدي.
تقول دكتور جيجلك: لا يمكننا تجاهل حقيقة أنّ
الأطفال سيتعلمون الجنس من خلال الانترنت أو أقرانهم، وفي تلك الحالات لا يستطيع
الآباء التحكم في كيفية توصيل هذه المعلومات.
تقول دكتور جيجلك: تعلم الموافقة الجسدية من
الآباء يحافظ علي سلامتهم، ويمدهم بالمعلومات الدقيقة الواضحة.
تقول دكتور جيجلك: بالإضافة إلي ذلك، الأطفال
الذين يتمتعون بتواصل فعال(حر) مع الوالدين حول الرضا الجسدي والجنسي يصبحون أكثر
ثقة بالنفس و أقل عرضة للإعتداء.
والأهم من ذلك، يمكنهم إبلاغ والديهم عن
إعتداء محتمل.
كيف تعلِّم الأطفال الرضا الجسدي وفقًا للعمر
تختلف طريقة تعليم الوالدين أطفالهم الرضا
الجسدي من طفل لآخر، ويعتبر العمر والنضج احد عوامل الاختلاف ايضًا.
مرحلة ما قبل الدراسة:
قد يبدو ذلك غريبا أو غير منطقي ، لكن يمكن أن تتم
مناقشات حول الرضا الجسدي في مرحلة ما قبل الدراسة للطفل.
يقترح " مكتب خدمات الاسرة والطفل في ولاية
نيويورك" أنه يمكن أن تتم هذه المناقشات عند سن ثلاث سنوات للطفل.
تقول (دكتور ادوارد): أنه يمكن تعليم الطفل بطريقة مبسطة
و مؤثرة الأسماء الصحيحة لأجزاء أجسامهم و يشمل ذلك أجزاء جسدهم في هذه المرحلة.
نحن نخجل غالبًا من استخدام الكلمات التشريحية الصحيحة
مثل " القضيب، أو المهبل" لأن هذه الكلمات غير مريحة.
تعليم أطفالنا الصغار هذه الكلمات أمر حاسم يُمكنهم من
التواصل بشكل واضح.
قدمت دكتور ادوارد مثال علي ذلك: "اذا اخبرت طفلة
معلمتها أن عمها لمس الجزء الخاص بجسدها، ربما لا تفهم المعلمة ما تعنيه، لانها
تستخدم الاسم المستعار لكلمة " مهبل".
تقول دكتور جيجلك: يجب أن يتم تعليم الأطفال الصغار أن
لا أحد مسموح له بلمس أجزاء جسدهم.
ينبغي أن يعرف الأطفال الصغار أن جسدهم يخصهم وأنه
يمكنهم رفض أي نوع لمس غير مرغوب به.
يجب أن يتم تعليم الاطفال الصغار أنّ لديهم الحق في
توضيح ما إذا أرادو أن يلمسهم الآخرون بشكل غير جنسي أو لا مثل الحضن، عناق ،
المداعبة وينبغي علي الآخرين احترام طلبهم.
ترجمة: فاطمة السيد
المصدر: من هنا