For moms and dads For moms and dads

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

أطعمة التسلية : هل يجب عليك التوقف عن تناولها كي تخسر الوزن؟

 

أطعمة التسلية : هل يجب عليك التوقف عن تناولها كي تخسر الوزن ؟

بقلم جوتيث ورتمان

يلجأ كثير من الناس لتناول الطعام بهدف التخفيف من حدة التوتر والإكتئاب.

·        من المهم عند التخطيط لإتباع حمية غذائية أن تراعي العلاقة بين تناول الكربوهيدرات وإنتاج هرمون السيروتونين الكيميائي.

·        أنت بحاجة إلى تناول الكربوهيدرات لتنشيط عملية إنتاج السيروتونين.

·        تعد الكربوهيدرات بالنسبة للكثيرين مصدر تسلية جاهز ليس له آثار جانبية. بعد أن وافقت صديقة لي إسمها ليندا أن تقبل استضافتي لها على وجبة العشاء، هاتفتني لتسألني عن كل أصناف الطعام التى سأقدمها، واندهشت صديقتي عندما سألتها إذا كانت سترفض الحضور إن لم تعجبها أصناف الطعام، حيث أجابت بسرور أنها كانت تتوق إلى تلك الوجبة.

وأوضحت بعد ذلك أنها عندما زارت طبيبها من أجل إجرء الفحص الطبي السنوي، نصحها بإتباع حمية غذائية لفقد الوزن الذي اكتسبته السنة الماضية، و بعد التحقق من الأغذية التي تناولتها، قام الطبيب بإستبعاد الكثير منها بدلاً من تقليل الكمية أوتكرار تناولها. ونصحها الطبيب بالإقلاع عن تناول الكربوهيدرات المعقَّدة وعدم تناول الخبز والمعكرونة و الحبوب والأرز والبطاطس البيضاء، وسمح لها بتناول البطاطا الحلوة رغم أنها غذاء معقَّد مثل البطاطا البيضاء.

كما نصحها بتجنب كل مصادر الكربوهيدرات البسيطة وغير المعقدة كالسكر، إلا أنّه لم يذكر المحليات الأخرى    (هو شراب يصنع عادة من نسغ الأوعية الخشبية لأشجار القيقب السكري) كالسكروز وعسل النحل وشراب الإسفندان أو(القيقب)

 أو أطعمة كالأيس كريم الذي يحتوي على كربوهيدرات غير معقدة.

واعترفت ليندا أنها ليست متأكدة من كونها قادرة على إتباع نصيحة الطبيب لفترة طويلة حيث قالت أنّ الكربوهيدرات هي دوائي المضاد للإكتئاب والمنشط للسيروتونين، واستطردت قائلة أنّها لجأت العام الماضي إلى تناول حبوب الإفطار كوسيلة تمكنها من الإسترخاء والنوم، حيث كان عامًا مليئًا بالضغوط الأسرية والمالية.

وقالت لي أنها لا تشرب الخمور ولا تدخن ولا تستخدم عقاقير ترويحية ولا تتناول مضادات اكتئاب أو مهدئات، ولكنها أقرت أنها كانت تتناول طبق كبير من حبوب الإفطار المُحلّاة قبل النوم بحوالي ساعة لأنّها تساعدني على الإسترخاء والنوم  

وبعد أسابيع قليلة اتصلت بي لتقول أنها توقفت عن الحمية الغذائية، أصبحت تعاني من زيادة حدة التوتر بسبب مشكلة خاصة بالضرائب وقالت أنها لاتعرف ماذا ستأكل وهي ترغب في التوقف عن تناول حبوب الإفطار ولكن ماذا تأكل لتقليل الشعور بالتوتر؟ وقالت أنه من الصعب بالنسبة لها أن تسترخي، فالمشي والتأمل وقراءة الصحيفة لا تجدي نفعًا كتناول طبق من الشوفان ليلًا. 

هل أدرك الطبيب أنّ إستبعاد الكربوهيدرات النشوية من الحمية الغذائية الخاصة بليندا سيلغي مصدر تسلية يعد وسيلة لتقليل قلقها وتوترها؟  لا على الأرجح فقد افترض بلا أدلة كافية أنّ حرق صديقتي سعرات حرارية زائدة ينتج من الكربوهيدرات المعقدة. و لم يسألها الطبيب أبداً لماذا كانت تأكل طعام الحبوب في الليل، ولأكون منصفة إنّها لم تخبره عن تناول طعامها اليومي ذاك، ومن المحتمل نظرته لإدعاءات لا أساس لها بأن خسارة الوزن تتم بشكل أفضل عند تقليل أو الإمتناع عن الكربوهيدرات في النظام الغذائي. ومن خلال تعبيره عن مدى إنشغاله يرتابنا الشك بأنّه يعرف الدراسات الحالية التي توضح أن فقدان الوزن لا يكون أفضل أو أسوء عند تقليل الكربوهيدرات منه عند تناول كميات معتدلة من الخضروات النشوية كالبطاطس والحبوب والخبز .

ولكنه لم يأخذ في الإعتبار عند تخطيط الحمية الغذائية لليندا العلاقة بين تناول الكربوهيدرات وانتاج هرمون السيروتونين الكيميائي الذي يفرزه الدماغ والذي يعمل على تخفيف الإكتئاب والقلق والأفكار الوسواسية والهياج، وعند تناول الكربوهيدرات البسيطة (السكروز) أو الكربوهيدرات المركبة ( الأطعمة النشوية) وهضمهما، يدخل الأمينو أسيد تريبتوفان المخ ويتحول فوراً لهرمون السيروتونين، ويقوم السيروتونين  برفع المعنويات و التغلب على التوتر والقلق أي المشاعر التي نتوق إليها عندما نواجه سلسلة من المصائب الكبيرة أو الصغيرة، كما يمنع تناول البروتين إفراز هرمون السيروتونين. كما يبطىء تناول الكربوهيدرات الغنية بالدهون كالكعك والبسكوت عملية الهضم ومن ثم تبطىء دخول التريبتوفان إلى المخ.

 وإستبعاد الكربوهيدرات من النظام الغذائي الخاص بليندا يعني أنّها لم تعد قادرة على الإستفادة من زيادة هرمون السيروتونين الذي يساعدها على مواجهة توترها والتغلب عليه. وهذا نوعاً ما يعتبر كأنك تقول لشخص ما أن يمتنع عن تناول مسكنات الألم كالتيلينول الذي يخفف الصداع وألا يعتمد أية طريقة بديلة لمعالجة الألم. وقد ظلت مشاكل ليندا تحدث ولكن بعدم السماح لها بتناول الحبوب لم يكن لديها أية طريقة للتخفيف من حدة التوتر، فقد فقدت مصدر تسليتها ولم يكن لديها بديل عندما كانت بحاجة إلى الشعور بالهدوء في الليل.

وبالطبع كانت ليندا تتناول سعرات حرارية كثيرة وباعترافها كانت تقضي وقتاً طويلاً تتحدث في  هاتفها وحاسبها الآلي بدلاً من أن تمارس رياضة المشي أو أي نوع آخر من التمارين و لم تكن تعي كمية الطعام الذي تتناوله وحين تكون مشغولة تتخلى عن الوجبات وتعمد إلي تناول الوجبات الخفيفة، وهي بحاجة إلي خطة طعام تسمح لها بفقد الوزن ببطىء وثبات كما تحتاج للتشجيع كي تمارس التمارين أيضاً، و لكن لوضع خطة للحمية الغذائية  لا ينبغي عليها إلغاء الكربوهيدرات المعقدة تعسفًا ولا تمنعها من تناول أطعمة التسلية الخفيفة قبل النوم لكي تخسر الوزن.

نحن نحتاج إلى تناول القليل جداً من الكربوهيدرات لتنشيط عملية إنتاج هرمون السيروتونين و حوالي 130 سعرة حرارية فقط من الكربوهيدرات قليلة الدهن كطعام الشوفان المفضل لليندا يزيد من خلق التريبتوفان. و كانت ليندا تتناول الكثير جداً فكانت تأكل فنجانين من الشوفان كل ليلة وهي تحتاج فقط إلى تناول 25-30 جرام ( ثلاثة أرباع فنجان من الحبوب) لتكوين سيروتونين كاف لجعلها مسترخية للخلود للنوم. وإذا سمح لها الطبيب بتناول الكربوهيدرات النشوية كالبطاطس المطبوخة والسلطة في العشاء مع قليل أو بدون بروتين لزاد عندها هرمون السيروتونين مبكراً في المساء، إضافة ً إلى تغير المزاج الإيجابي فقد شعرت ليندا بالرضا مع عشائها الضئيل وذلك لأن السيروتونين الزائد يؤدي إلى الشعور بالإكتفاء والشبع بعد الأكل .

نحن البشر محظوظين بوجود وسيلة جاهزة بلا آثار جانبية لتسلية أنفسنا وهي الكربوهيدرات التي تحتوي على نفس عدد السعرات الحرارية الموجودة بالبروتين . والكربوهيدرات سهلة الهضم وغير مكلفة ومتوفرة بسهولة وإذا استهلكت القدر المناسب ستسمح لمن يتبعون حمية غذائية بخسارة الوزن والتخلص من التوتر في نفس الوقت.

ترجمة: أسماء فوزي محمد فروح 

تدقيق: ظلال مصطفى صباغ

المصدر: من هنا

عن الكاتب

Zelal Sabbagh

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

For moms and dads