For moms and dads For moms and dads

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كيفية بناء علاقة مبنية على التكافل

 

 

كيفية بناء علاقة مبنية على التكافل

بقلم جودي كلارك

يقدر معظمنا قيمة التواصل مع الآخرين وخاصةً التواصل في العلاقات العاطفية، إذ إننا في الواقع متعلقون بالتواصل الذي يساعدنا في بناء علاقات مؤانسة وحميمية مع شريكنا،حيث يعتمد نجاح العلاقات طويلة الأمد بشكل كبير على جودة تواصلنا العاطفي مع بعضنا البعض.

فعندما نفكر في علاقة مثالية، غالبًا ما نفكر في علاقة رائعة وثيقة وتستمر مدى الحياة مع أكثر الأشخاص أهمية بالنسبة لنا. فإذاً كيف يمكننا بناء هذا النوع من العلاقات؟ وهل تشكل هذه العلاقات ذات الترابط الأسري الآمن و طويل الأمد مع الشخص الذي نعرفه داعماً لنا على المدى البعيد؟ وهل تشكل العلاقة التي تمنحنا حرية التعبير عن ذواتنا وداعماً لتقدمنا وتسمح لنا بتقبل بعضنا البعض؟

إنّ أحد أهم العناصر هو فهم الاختلاف بين مفهومي التكافل والاتكالية.

ما هو التكافل؟

يعرف التكافل (أو الترابط) بأنّه معرفة الشريكان وإدراكهما لأهمية العلاقة العاطفية التي تجمعهما، بينما يحافظان على احترامهما الوطيد لذاتهما في علاقتهما الديناميكية.

يدرك الشخص التكافلي قيمة التأثر السريع، إذ لديه القدرة على اللجوء إلى شريكه مما يساعده على خلق علاقة عاطفية وطيدة، فهو يعرف أهمية الذات التي تسمح له ولشريكه بأن يكونا على طبيعتهما دون الحاجة إلى تغيير ماهيتهم أو قيمهم. 

قد يبدو كونك معتمدًا على شخصٍ آخر مخيفًا أو حتى غير صحي، فقد ترعرعنا وتعلمنا أن يكون لدينا استحقاقاً عالياً للإستقلالية لنكون نوعاً ما مكتفيين ذاتياً، مع التركيز على فكرة عدم الحاجة إلى الحصول على الدعم العاطفي من الآخرين.

وبقدرما يكون التمتع بالإستقلالية قيماً ومهماً، إلا أنه قد يعيق قدراتنا على التواصل العاطفي الفعال مع الآخرين، فيجد من لديه شعوراً مبالغاً فيه من الإستقلالية صعوبة في تكوين علاقة عاطفية مع شريكه، حتى إن مثل هذه العلاقات قد تبدو مخيفةً وصعبة المنال ولا قيمة لوجودها.

التكافل يختلف عن الاتكالية

يختلف التكافل عن الاتكالية، فالشخص الاتكالي يعتمد اعتماداً كليًا على الآخر ليشبع استحقاقه الذاتي ويحقق سعادته، فمثل هؤلاء الأشخاص لا يميزون بين حقوقهم وحقوق شركائهم، ولكي يشعروا بالرضا تجاه أنفسهم فهم بحاجة إلى شخص آخر أو شريك ليُلبي جميع مطالبهم.

وتتضمن العلاقات الاتكالية صفات مثل:

-         قلة أو عدم احترام الطرف الأخر

-         محاولة إرضاء الناس

-         التفاعلية أو ضبط الأفعال بسبب الشعور بالمراقبة من الطرف الآخر

-         التواصل غير الصحي وغير الفعال

-         التلاعب

-         مواجهة الصعوبة في التقارب والتناغم العاطفي

-         التحكم في السلوكيات

-         إلقاء اللوم على بعضهما البعض

-         تدني احترام الذات لأحد الأطراف أو للطرفين

-         انعدام وجود اهتمامات أو أهداف تسعى لتحقيقها خارج إطار العلاقة

ومن هذا المنطلق، تعد العلاقات الاتكالية علاقات غير صحية لأنها لا تسمح للأطراف المشتركين في العلاقة بالتعبير عن أنفسهم، كما تمنعهم من التطور والإستقلال بذاتهم. وتتضمن هذه العلاقات الغير صحية اعتماد أحد الأطراف أو كلاهما اعتماداً كلياً على الآخر، فيستغل العلاقة للشعور بالذات والإحساس بالأهمية  وتحقيق السعادة العاطفية. وعندما لا تسير العلاقة على النحو المتوقع، فإن الشعور بالذنب والخجل غالباً ما يسيطر على أحد الأطراف أو كلاهما.

تقول دارلين لانسير، المعالجة والمرشدة الزوجية والأسرية، إن (العلاقات الاتكالية) تتمحور حول فقدان هذا الشخص لشعوره بذاته، فيصرف تفكيره وسلوكه ويمحوره حول شخص آخر أو شيء خارجي، وقد يتضمن ذلك التمحور شخص أو مضمون أو نشاط كالجنس أو المقامرة.


لماذا يعد التكافل عنصراً فعالاً في العلاقات الصحية؟

يشمل التكافل توفير توازن بين ذات المرء وبين الآخرين في العلاقة وإدراك الشريكان لأهمية عملهما على الحضور وتلبية احتياجاتهما الجسدية والعاطفية بطريقة مناسبة ومجدية.

وفي العلاقات التكافلية، لا ينتظر الشخص من شريكه أن يشعره بالأهمية، حيث تعمل العلاقات التكافلية على توفير مساحة شخصية للفرد تساعده على احترام الذات وتسمح للطرفين بالتقرب من بعضهما البعض وقت الحاجة. كما توفر أيضاً الحرية لاتخاذ هذه القرارات دون الخوف من آثارها على العلاقة.

خصائص العلاقات التكافلية

تتمتع العلاقة التكافلية الصحية بعدة سمات، منها:

-         وضع حدود صحية واحترام حدود الطرف الآخر

-         الاستماع الفعّال

-         تخصيص وقت لممارسة الهوايات الشخصية

-         توفير تواصل شفاف وواضح

-         تحمل مسؤولية السلوكيات

-         خلق الأمان الذي يسمح للشركين بأن يفصحا عن مشاعرهما

-         تحقيق الانخراط والاستجابة من كلا الطرفين

-         الاستحقاق الصحي للذات

-         إتاحة مساحة للانفتاح والتودد 

عندما يشعر الطرفان بمشاعر الاعتزاز والتقدير، تصبح العلاقة ملاذاً آمناً ومكاناً يستطيع الشريكان فيه الاعتماد على بعضهما البعض، فهما يدركان أنهما ليسا طرفًا وحيدًا في العلاقة ويمكنهما الاستناد على بعضهما البعض وقت الحاجة، كما يشعران بالأمان من ناحية تواجد الشريك.

كيفية بناء علاقة تكافلية

إن الحجر الأساس لبناء علاقة تكافلية هو إدراك المرء لما هيته منذ البداية، فكثيراً ما نجد أناساً يخوضون علاقات لتجنب الشعور بالوحدة دون أي تجسيد لشخصياتهم وقيمهم وأهدافهم من العلاقة.  

يتيح لك التأمل في مثل هذه العلاقات الدخول في علاقة جديدة مع وعي حول الاستحقاق الذاتي وهو ما يعد أمراً مهماً لتأسيس علاقة مبنية على التكافل.

تقول المعالجة النفسية "شارون مارتين" إنه من المهم أن يحافظ المرء على شعوره بقيمة الذات  في العلاقات العاطفية، كما أنها اقترحت ما يلي للحفاظ على الشعور بالذات في العلاقة:

-         معرفة ما تحب وما يهمك

-         طلب ما تريده دون خوف

-         قضاء وقت مع العائلة والأصدقاء

-         السعي لتحقيق أهدافك

-         معرفة قيمك ومبادئك

-         تخصيص وقت لممارسة هواياتك واهتماماتك

-         الرفض أو قول "لا" دون خوف

-         الحفاظ على نفسك بعيداً عن تهميشها أو التقليل منها لإرضاء الآخرين

ستكون إتاحة الفرصة لشريكك للقيام بمثل هذه الأمور أساساً لعلاقة صحية تكافلية، إذ يتيح بدء العلاقة بهذه الطريقة الفرصة لخلق مكان آمن للطرفين والذي بدوره يساعدهما على اللجوء لبعضهما البعض دون الشعور بالخوف من فقدانهما لقيمتهما الذاتية أو الخوف من أن يتم التلاعب بهما.

ترجمةحبيبة خالد أبو الوفا

تدقيق ومراجعة: مادلين مأمون

المصدر: من هنا

 

 

عن الكاتب

Zelal Sabbagh

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

For moms and dads