ما هو جدري القرود؟
بقلم آنا غورجي
جدري القرود
مرض نادر سببه فيروس حيوانيّ المنشأ ممّا يعني أنّه يمكن أن ينتشر من الحيوانات إلى
البشر.
تحدث الإصابة
بجدري القرود نتيجة فيروس مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالفيروس المُسبّب للجدري. ورغم أنّ أعراضه غالباً ما تُحاكي أعراض الجدري، كثيراً ما تكون متشابهة إلا
أنّ أعراض جدري القرود أقلُّ حدّةً .
ينتشر فيروس جدري القرود من خلال التواصل الوثيق بشخص مريض أو حيوان المريض أو عبر لمس أدوات تحمل الفيروس. يمكن أن يصيب أيضاً الجنين الذي تعُاني والدته من المرض.
لا يوجد علاج مُعتمد للمرض لذلك تتَضمن الرعاية علاج الأعراض بشكل عام. ومع ذلك، بسبب التشابه الجيني مع الجدري، يمكن استخدام الأدوية المضادة للفيروسات المُستخدمة لعلاج الجدري لعلاج عدوى جدري القرود.
سنتناول في هذا المقال أعراض جدري القرود، أسبابها، وتشخيصها، وعلاجها.
أنواع جدري القرود
يحدث جدري القرود من واحدة من اثنين من الكلادات الفيروسية، والتي تنشأ في مناطق جغرافيّة مختلفة، والكليد هو مجموعة من الكائنات الحية التي لها سلف مشترك.
تبدأ عدوى جدري القرود عادة بأعراض يمكن الخلط بينها وبين الإنفلونزا أو العديد من الإصابات الشائعة الأخرى. وتستمرّ الأعراض عادةً بين أسبوعين، وأربعة أسابيع قبل أن تَشعربالتحسّن، إلّا أنّ بعض الحالات شديدة المرض قد تستمرّ لفترة أطول.
قد تبدأ
العدوى دون أعراض، ومع ذلك تظهرغالباً
الأعراض التّالية خلال فترة تتراوح بين خمسة و واحد وعشرين يوماً بعد الإصابة:
الحمّى.
الصداع
الشديد.
ألم في
العضلات.
آلام في
الظهر.
تَضخم الغدد الليمفاويّة.
قشعريرة.
إرهاق.
يظهر الطّفح الجلدي أو البثور خلال يوم إلى ثلاثة أيّام من الإصابة، وتبدأغالباً بالظّهورعلى الوجه ثمّ تمتدّ إلى أجزاء أخرى من الجسد بما فيها راحة اليد، وباطن القدم.
طرق العدوى
ينتقل الفيروس المُسبّب لجدري القرود من خلال الاتصال الجسديّ المباشر مع الشخص أو الحيوان المصاب، و ينتقل أيضاً عبر لمس أدوات المريض الملوّثة، ويمكن أن تنقل الأمّ المُصابة الفيرس إلى طفلها الذي لم يولد بعد.
تنتقل العدوى الفيروسيّة بين البشر نتيجةً للاتصال المباشر مع إفرازات الجهاز التنفّسي، أو القرحات الجلديّة، أو أدوات المريض الملوّثة، ويُعدُّ الشخص المصاب معدياً ما إن تظهر عليه الأعراض وتستمرّ فترة العدوى إلى أن تندمل وتجفّ البثور.
تنتقل العدوى من الحيوان إلى الإنسان عبر أحد الوسائل التّالية:
التعرّض للعضّ
أو الخدش من حيوان مصاب،
طبخ أو أكل
حيوان مصاب،
استخدام المنتجات المُعدّة من حيوان مصاب.
التشخيص
يمكن تشخيص مرض جدري القرود عند انتشار العدوى من خلال الأعراض كالطّفح الجلدي الذي يظهر في الفم أوّلاً ثمّ ينتقل إلى الوجه، والأطراف، وبقيّة الجسم، ويُعدُّ تَضخم الغدد اللّمفاوية عرضاً مُميّزاً جدري القرود عن غيره من الأمراض.
يوفّر التّحليل المخبري تشخيصاً نهائيّاً جدري القرود حيث يستخدم الاختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل، والّذي يكشف الحمض النّوويّ للفيروس أي (المادّة الوراثيّة) تأكيد التّشخيص. كما تقدّم العيّنات المأخوذة من القرح، أو إفرازتها أدقّ النتائج.
العلاج
لا يوجد علاج معروف لمرض جدري القرود، ولكن يستطيع المريض الاستفادة من مضادّات الفيروسات المُعدّة لعلاج الجدري، ويكون هذا الخيارعادةً للمُصابين الذين يعانون من نقص المناعة. يشمل هذا النوع من العلاج الأدوية المضادّة للفيروسات التالية:
فيستيد
(سيدوفوفير)
تيمبيكسا
(برينسيدوفوفير)
تبوكس (تكوفيريمات)
تمت الموافقة على لقاح يسمى جونيوس في عام 2019 للوقاية من الجدري، و جدري القرود، وهذا اللقاح فعّال بنسبة تصل إلى 85٪ للوقاية من جدري القرود،و يمكن أن يكون اللقاح فعّالاً في منع ظهور المرض في حال إعطائه للمريض خلال أربعة أيام من التعرّض للإصابة.
التشخيص
يكون جدري القرود عادةً مرض محدود ذاتيّاً أي أنّه مرض يختفي من تلقاء نفسه، وتستمر دورة المرض من 14 حتى 21 يوماً، ولكن قد يتعرّض بعض الأشخاص الأعراض شديدة تَتطلّب علاجاً طبّياً.
تحدث معظم الإصابات الحادّة بين الأطفال، وقد تحصل مضاعفات عدّة نتيجة عوامل مثل مدى التعرّض للفيروسات، إضافةً إلى ضعف كامن في المناعة وتشمل تلك المضاعفات الحالات الآتية:
التهابات
ثانويّة.
التهاب قصبيُّ
رئويُّ.
تسمم الدم.
التهاب
الدماغ.
عدوى في القرنيّة، وتؤدّي إلى العمى.
التعامل مع المرض
اتصل بمقدّم الرعاية الصحيّة الخاصّ بك إذا ظهرت عليك أعراض شائعة مع جدري القرود. في المراحل المبكّرة، يتشابه جدري القرود مع أنواع العدوى الأخرى، مثل جدري الماء والحصول على تشخيص دقيق هو المفتاح لتلقي العلاج المناسب لحالتك.