كيف يؤثر اضطراب العلاقات على الصحة الذهنية
بقلم كاري روزناك
أيار / مايو هو شهر التّوعية بالصحة الذهنية، وسوف أسلط الضوء على جزء حيوي له تأثير كبير على الصحة الذهنية، ألا وهو صحة علاقاتنا الزوجيّة، الأمر الذي لا يحظى غالباً بالتمويل الكافي ولا يغطيه تأمين الاستشارات الزوجية لأنه لا يبدو بنفس أهمية مشاكل الصحة الذهنية الأخرى. فيما يتعلق بالصحة الذهنية، غالباً ما يتركز الاهتمام على حالات معينة مثل الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة وعلاقتهما بالسلوك الانتحاري, بينما أعتقد أن مشاكل العلاقة الزوجيّة لا تقل أهمية عنهما، إذ قد تتسبب في نفس الأعراض التي يسببها الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة.
إذا مررت بتجربة علاقة مضطربة في الماضي، بحيث عانيت فيها من مشاكل متعلقة بتعارض الشخصيات أو وجود خلل في قنوات الاتصال مع الآخر، فأنت تعرف كل المعرفة كيف يمكن لهذا الأمر أن يكون منهكاً، وتعرف كيف أن الغضب والإحباط والأذى الذي تشعر به يمكن أن يشغل ذهنك طوال اليوم. تؤثر العلاقات المضطربة سلباً بشكل كبير على الصحة الذهنية، ففي دراسة واسعة النطاق قام بها معهد جوتمان، وُجِد أن اضطراب العلاقات يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالقلق والاكتئاب والتوتر والوحدة. كما يمكن لاضطراب العلاقات التأثير سلباً على تقدير الذات ويجعل الثقة في الآخرين أمرًا بعيد المنال. وفي بعض الحالات، يمكن أن تؤثر علاقتك المضطربة بشريك حياتك إلى مشاكل صحة جسدية مثل ارتفاع ضغط الدم ومشاكل القلب والصداع.
قامت العديد من الدراسات بالبحث حول موضوع تأثير المشاكل في العلاقات على صحتنا الذهنية، مما يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة، وقد اختبرتُ هذا التأثير شخصياً لدى عملي مع الأزواج الذين يعانون من هذه المشاكل في علاقاتهم. وكنت شاهدًة في بعض الحالات على تراجع أدائهم واضمحلال دوافعهم. يمكن لبعض ضحايا هذه العلاقات التي تتضمن الخيانات الزوجية أن يعانوا من مشاكل كبيرة في تقدير ذواتهم [Z1] ورضاهم عن أنفسهم، وقد تستمر هذه المشاكل في التأثير عليهم لبقية حياتهم. قد يصاب ضحايا العنف المنزلي كذلك باضطراب ما بعد الصدمة وصعوبة في الثقة في الآخرين. والأسوأ من هذا أن ضحايا العلاقات السامة يكونون عرضة للوقوع في خطر الإدمان، حيث يرونه وسيلة تساعدهم في التعامل مع الضغوطات التي يعانون منها.
ووفقًا لمعهد الدراسات الأسرية، يمكن للمشاكل
الزوجية التأثير على صحة الذهنية للأطفال، ومن أوجه هذا التأثير:
- مشاهدة الأطفال لوالديهم
يتشاجران يعتبر أمراً مخيفاً ومرهقاً لأعصابهم.
- ضعف التواصل الناتج عن اضطراب العلاقة بين الوالدين يعلِّم
الأطفال التواصل بشكل سيء، وذلك كما يرونه في علاقة والديهم.
- تؤثر علاقة الوالدين بشكل مباشر على العلاقات التي سيحظى بها أولادهم
في المستقبل.
- يمكن أن يؤدي العنف
المنزلي إلى حدوث الصدمة/اضطراب ما بعد الصدمة لدى الأطفال الذين يشهدون هذا
العنف.
- الأطفال الذين يعيشون في بيئة تشهد اضطراب علاقة الوالدين أكثر عرضة
للمعاناة من القلق والاكتئاب وتدني تقدير الذات.
- الأطفال الذين يعيشون في
بيئة تشهد اضطراب علاقة الوالدين أكثر عرضة لإظهار سلوكيات عدوانية مثل افتعال
الشجارات والتّنمُّر وتدمير الممتلكات.
- - الأطفال
الذين يعيشون في بيئة تشهد اضطراب علاقة الوالدين معرضين أكثر من غيرهم لتدني
تحصيلهم الدِّراسي والتسرب من المدرسة. وقد يعاني هؤلاء الأطفال كذلك من صعوبة في
التعلم وحفظ المعلومات.