ست خطوات لهجر علاقة سامة

بقلم مارني فيورمان

يمكن أن تحسن العلاقة الجيدة من مستوى حياتك بطرق لا تتخيلها أبدًا. كما يمكن أن تتركك العلاقة السيئة مفطور القلب حزينًا ومكتئبًا. تشيع العلاقات السامة كثيرًا وآثارها غالبًا ما مدمرّة.

غالبًا ما تسبب العلاقات السامة وغير السليمة الحيرَة للأشخاص في الظاهر. لذا حين يجعلك شخص ما بائسًا أو أساء إليك جسديًا أو عاطفيًا، فإنّ القرار الصائب هو تركه. لكن غالبًا ما يكون الواقع أكثر تعقيدًا بسبب العديد من العوامل، مثل العوامل المالية والأطفال والعواطف. وللتخلي عن علاقة سامة يجب عليك أن تقوم:

 

ببناء الدعم الاجتماعي الخاص بك.

اكتشف طرقًا لتصبح أكثر استقلالية.

اعتمد على العائلة والأصدقاء والآخرين عند ابتعادك.

ويمكنك طلب المساعدة من المتخصصين، بما فيهم المعالج أو المحامي أو تطبيق القانون.

قطع الاتصال مع الشخص الآخر.

والاعتناء بنفسك أثناء ابتعادك عن العلاقة السامة.

ما هي العلاقة السامة؟

 تسبب العلاقة السامة الأذى. وتبدو علامات العلاقة السامة واضحة في بعض الأحيان، مثل الاعتداء الجسدي والخيانة الزوجية المتكررة والسلوك الجنسي غير اللائق، وقد يصعب اكتشاف بعضها الآخر، والذي قد ينطوي على عدم الاحترام و الخداع و فرض السيطرة. مثال ذلك حين يقلل شريكك من شأنك بشكل متكرر ونتيجة لذلك تضطرب صحتك العقلية.

الإساءة والعنف الأسري

 ليس بالضرورة أن تنطوي  العلاقة على إساءة حتى يتم اعتبارها سامة، فجميع العلاقات المسيئة سامة. يمكن أن تظهر الإساءة بطرق مختلفة، بما في ذلك  الإساءات العاطفية واللفظية والمالية والجنسية والجسدية.

كما تظهر علامات العلاقة المسيئة من خلال العنف الجسدي أو الجنسي، أو الشتائم، أو الإهانات، أو التهديدات. تتسم هذه العلاقات بنزعة السيطرة وحب التملك، إذا حدث وأن شعرت أنك تعيش علاقة مسيئة، كن على علم أنك لا تستحق أن تعيش بهذه الطريقة وحاول الحصول على الدعم على الفور.

لماذا يصعب ترك علاقة سامة

يرتبط الناس في أنماط العلاقات التي قد يكون من الصعب الخروج منها. قد يشعر البعض بأنهم في مأزق مالي أو قلقون بشأن أطفالهم. يقوم ضحايا العلاقات المسيئة بمتوسط سبع محاولات لإنهاء العلاقة قبل أن يفعلوا ذلك. وهذاوفقًا للخط الساخن الوطني للعنف المنزلي. تتمثل الأسباب التي تجعل الناس يجدون صعوبة في ترك علاقة سامة فيما يلي:

الخوف: من المحتمل في العلاقات المؤذية، أن يكون أحد الشريكين متلاعبًا للغاية بالآخر. ويشمل هذا في كثير من الأحيان توجيه تهديدات جسدية أو عاطفية أو مالية إذا تحدث الطرف الآخر عن الانفصال. لذلك قد يخشى ترك الشريك.

الأطفال: قد يكون من الصعب جدًا المغادرة بالنسبة للأزواج الذين لديهم أطفال، بسبب التأثير السلبي الملحوظ على الأطفال. وقد تكون هناك أيضًا مخاوف بشأن الحضانة.

الحب: قد تكون هناك مشاعر حب متبقية تجعل الشخصً عالقًا في العلاقة.

الشؤون المالية: إذا كان أحد الشركين معتمداً مالياً على الآخر، قد يؤدي ذلك إلى تعقيد الأمور.

العار: يخفي كثير من الناس طبيعة علاقاتهم عن أصدقائهم وعائلاتهم ومعارفهم. ولذلك فإنهم يعانون بصمت لأنهم يشعرون بالعار من طلب المساعدة من أي شخص. فقد يلجأون إلى المخدرات أو الكحول ، مما يؤدي إلى تفاقم الخسائر التي تلحقها هذه العلاقة.

الاعتماد المتبادل: قد يكون من الصعب التحرر من العلاقة غير المتوازنة حيث يعطي أحد الطرفين باستمرار والآخر يأخذ، كما هو الحال في العلاقات الاعتمادية.

يصعب الخروج من علاقة سامة دامت فترة طويلة. وقد يصل الأمر أن تعتقد أنك سبب المشكلة. يعد الشعور بهذه الطريقة ظاهرة شائعة حيث يكون الجاني في العلاقة غالبًا خبيرًا في التلاعب النفسي، مما يجعلك تشكك فيالواقع.

 وقد تظهر المزيد من المضاعفات إذا كان شريكك يعاني من اضطراب الشخصية النرجسية (NPD) ، وهو اضطراب في الشخصية يتميز بإحساس مبالغ فيه بأهمية الذات ونقص التعاطف.

تشير دراسة أجريت عام 2019 إلى أنّ الانفعالات العدوانية من قبل الشركاء النرجسيين كانت بسبب الخوف من التخلي عن العلاقة. وقد يدفع هذا الشخص النرجسي إلى تعنيف الطرف الآخر ومحاولة منعه من المغادرة وذلك من خلال تقمصه لدور الضحية.

كيف تترك علاقة سامة في 6 خطوات:

إنّ إنهاء علاقة سيئة أمرٌ معقدٌ للغاية، ولكن كلما تركت علاقة سامة مبكرًا، كان ذلك أفضل. وفيما يلي بعض الأمور التي يمكنك القيام بها لتسهيل العملية:

قم ببناء شبكة أمان: إذا كنت تفكر في إنهاء العلاقة، فضع خطة لكيفية التعامل مع الانتقال. أين ستقيم، وما هي الممتلكات التي ستحتاج إلى إحضارها معك؟ لا تفعل هذا عشوائيًا. هذه العملية يجب أن تكون مدروسة جيدا.

حدد هدفًا لتكون مستقلاً: إذا لم يكن لديك مهنة أو طريقة لدعم نفسك، فقد حان الوقت لبدء هذا المسار. اذهب إلى المدرسة،  واحصل على التدريب، وابدأ العمل (حتى لو كانت وظيفة منخفضة المستوى أو بدوام جزئي). استقلالك المالي هو أحد الطرق الرئيسة للحصول على الحرية.

أعلم شخص ما: لا داعٍ لكتمان الأسرار. الجأ لأحد أفراد العائلة أو الأصدقاء الذين تثق بهم ليقدم لك يد العون. وأبلغ السلطات المحلية أنك تحتاج للمساعدة إذا شعرت بالتهديد.

اطلب مساعدة المختصين: يتطلب الخروج من علاقة سامة والتعافي منها جهدًا ووقتًا. تواصل مع مجموعات الدعم أو المستشارين المختصين . إذ يمكن للمعالج أن يكون مصدرًا رائعًا لإرشادك في تحقيق أهدافك. كما أنّ محامي قانون الأسرة ذو الخبرة ضروري أيضًا إذا قررت الانفصال عن شريكك.

توقف عن التحدث إلى شريكك:

يتصف الأشخاص السامون بالمكر، ويستخدمون الابتزاز العاطفي لاستدراجك مرة أخرى. لذا عندما تتخذ قرارك بالانفصال عن  شريكك، توقف عن أي شكل من أشكال التواصل معهم ما لم يكن لديك أطفال وتحتاج إلى تعاونه. في هذه الحالة، تواصل من أجل الأطفال. وإذا كنت بحاجة إلى تقديم أمر تقييدي افعل ذلك..

ركِّز على نفسك: تضعف العلاقة السامة  تقديرك لذاتك وصحتك النفسية. وقد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن تكون مستعدًا لتكوين علاقة أخرى. لا تتسرع في هذا. خذ وقتك ، لتساعد نفسك على التعافي، خصص وقتًا لممارسة الهوايات. وابدأ العمل في مشروعك الصغير أو عملك الخاص. وانطلق في الرحلة التي طالما رغبت الخوض بها.

ترجمة: بومغيتي عزة

تدقيق ومراجعة: أ.ظلال مصطفى صباغ

المصدر: من هنا