الحلم ماذا تعني الأحلام الغريبة؟لا
يمكننا فهم الأحلام بشكل كامل وهناك نظريات تسلط الضوء على هذا الموضوع. هل سبق لك الاستيقاظ من حلم شيق والتسآل عن سبب رؤية كل
هذه الصور الرائعة والمحيِّرةوغير المنطقية التي أنشأها عقلك؟ هناك كثير من الأبحاث _حول مزايا النوم في الماضي_ التي افترضت أنّ
الأحلام تساهم في الشفاء -وهي الجزء النشط إن جاز التعبير- من نومنا علماً أنّنا
لا نعلم يقيناً عن الهدف الحقيقي من نومنا وأحلامناعن. شاعت نظريات الأحلام منذ أكثر من قرن، وأجريت اختبارات
عديدة وأبحاث علمية على هذه النظريات، علماً أنه لم يتم قبول أي نظرية بشكل كامل
حتى يومنا هذا. بالرجوع إلى نظرية تحقيق الرغبة الأصلية لفرويد في تفسير الأحلام، نرى أنه يعتقد أن الأحلام تعكس الرغبات المكبوتة في العقل اللاواعي (فرويد 1997 ). وافترض أيضاً أنها تجسد أعمق رغباتنا التي لا ندركها في سياق آمن وخالٍ من العواقب. ومن خلالها نخفف الصراعات المتعلقة برغباتنا التي لا نعتقد أنه ينبغي أن نحققها. و قد تكون الأحلام صعبة التفسير لأن مضمونها الظاهري _كالصور والقصص التي نشهدها أثناء الحلم_ قد يخفي معناها المفترض أو معناها الكامن. وبما أنّ هذه الفكرة معقدة جداً فربما نميل إلى نظرية
استمرارية الأحلام التي تفترض أنّ الأحلام لا تمثل صراعاً غامضاً بين الرغبات
اللاواعية المكبوتة، وهي بمثابة "إإستجابة فورية" للحياة في اليقظة. وتظهر
أجزاء من الذكريات أو الأشخاص الذين نتحدث معهم والأحداث التي عشناها والمشاكل
التي واجهتنا بشكل متقطع ومتنوع خلال مرحلة نوم حركة العين السريعة. وقد وجد
إيشنلاوب وزملاؤه في دراسة أجريت عام 2018 دليلاً على هذه النظرية، حيث أفاد بأحلامهم
ثم قارنوها بتجاربهم الحياتية. وخلصت الدراسة بأن "محتوى الأحلام المتعلقة
باليقظة " يرتبط بنشاط حركة العين السريعة والتي يمكن قياسها باستخدام
تقنية التخطيط الكهربائي للدماغ. وإذا كانت الأحلام تعد أداة نستخدمها لمعالجة المسائل في حياتنا اليومية، فوربما تكون مصممة أيضاً لمساعدتنا في توثيق ذكرياتنا. وتشير فرضية التركيب التنشيطي إلى أن العشوائية الظاهرة في الأحلام تمثل في الواقع نشاط العقل. ترى
نظرية الإبداع أيضاَ أن الأحلام قد تساعدنا في مواجهة حياتنا من خلال
تحفيز الإبداع في حل المشكلات. وقد وجد ووكر وباحثون في تجربة عام ٢٠٠٢ أنّ أخذ
قيلولة قد ساعد المشاركين في الدراسة على التنقل في المتاهات، خاصة أنّ
المشاركين الذين حلموا بالمتاهات استيقظوا بقدرة أكبر على حل المتاهة ممن لم
يحلموا بمثل هذه الأحلام. وتفترض نظرية أخرى أنّ التحديات التي نواجهها
طوال اليوم قد يتم التعامل معها أثناء النوم كنوع من محاكاة التهديد،
وهذا يعني أنّ الأحلام يمكن أن توجه انتباهنا نحو التحضير لمشاكل مستقبلية. وأنّ
الأحلام تساعد على تعزيز القدرات العاطفية والمعرفية لمواجهة المخاطر الحقيقية
في حياة اليقظة. كما أشار عالم الأعصاب الإدراكي الفرنسي أنتي ريفونسو في مقال نشر
في مجلة علوم الدماغية السلوكية عام2000، أنّ العديد من الأحلام قد تحتوي على صور
مهددة أو مخيفة لهذا السبب بالضبط. وهناك
نوع آخر من حل المشكلات يتضمنه نظرية القواعد العاطفية في الأحلام: نظرية
تنظيم العواطف، والتي تعرف أيضًا باسم نظرية التنظيم الذاتي. أشار وي زانغ
من جامعة الصين للعلوم الجيولوجية في عام ٢٠١٦ أنّ الأحلام قد تسمح بضبط التجارب
العاطفية الحديثة من خلال الأعصاب خلال الليل، مما يساعد الجهاز العصبي على
توليد استجابة داخلية مناسبة. وبعبارة أخرى، تهدف الأحلام إلى مساعدتنا في
معالجة تجاربنا العاطفية من خلال مراجعة اللحظات السعيدة والحزينة في النهار أثناء
النوم. وربما يتم التركيز في حالة الحلم على الأفكار أو الانطباعات المجدية بينما
تتلاشى الذكريات غير المفيدة أو يستبدلها الدماغ. وفي اليقظة قد يكون الجهاز
الليمبي (جهاز العصبية ينظم التنبيه في مواجهة الإثارة أو التهديد) قادرًا على
توليد استجابة مناسبة للمشكلة. وعلى
الرغم من كل هذه النظريات المنطقية التي تعود لأكثر من مئة عام، لم يتمكن أحد حتى الآن من إيجاد فهم كامل وحاسم
لفائدة الأحلام. و من المؤسف ترك هذه الابحاث النظرية بمذكّرة غامضة، ولكن حتى
الآن، لم يتم التطرق إلىالأحلام بشكل مثبت. ربما تحمل مقالة من عام ٢٠١٣ في مجلة
العلوم بقلم هوريكاوا وزملائه أكبر وعد للمستقبل: فقد أنشأ الباحثون لمتوسط
المدى الحقيقي في مختبر العلوم العصبية الحاسوبية في
اليابان "خريطة محتوى حلم أولية"، والتي استخدمت جهاز الرنين المغناطيسي لتتبع
الموضوع الفعلي لحلم المشارك في الدراسة. قام هؤلاء المشاركون عندما استيقظوا بالتحقق
من أن الخريطة التي تم إنشاؤها بواسطة الجهاز قد
حددت بدقة إلى حدٍ ما بعض ما حلموا به. مع توفر هذا النوع من التكنولوجيا في
البحث والتجربة في مجال الأحلام، يبدو أن الوصول إلى إجابات أكثر اكتمالًا
ووضوحًا لا يكون حلماً بل الواقع. |
آخر الأخبار
جاري التحميل ...