للسّلامةِ المدرسية:عشرُعلامات تحذيرية يجبُ مراقبتها عند طفلك
مع بدءِ العام الدراسيّ: الحرصُ على صحّة الأطفال العقليّة مسؤوليةُ الجميع
بقلم نينا سيرفوليو
يُعَدّ بدءُ العام الدراسيّ حدثاً مميزاً،
حيث تستعدُّ المدارسُ الآن لاستقبال الطلبة، إلا أنّه حدثُ يتطلب منك الانتباه لسلامة
طفلك وصحته العقلية. إذ تذكّرنا عدّةُ حوادثٍ مأساويةٍ بضرورة الانتباه مبكّراً لتحديد
علامات التحذير المحتملة لدى الأطفال والتي قد تتفاقم إلى حدّ العنف.
فقد أصبحت المدارسُ حيّزاً يتدرّب فيه
التلاميذ على التصرف في مواقف حدوث إطلاقٍ للنار، بعد أن كانت فيما مضى ملاذاً يمنح
الشعور بالأمان.
ومع تعقيد وتعدّد دوافع حوادث إطلاق النار الجماعي والعنف المدرسي، فإنّه يخفى عنّا جذر المشكلة نتيجة ثقافتنا السلبية ومنها: إهمال مراحل نمو الأطفال وضعف التواصل معهم في فترات الضيق .
نساهم بدورٍ مهمٍّ بصفتنا والدين في تأمين
بيئةٍ سليمةٍ وآمنةٍ لأطفالنا، وبصفتنا معلمين باليقظة المستمرّة لتحديد علامات
اضطراب الصحة العقلية وآلية التعامل معها، والتي قد تكون غير واضحةٍ وصعبة
التقييم. وخصوصاً لدى الشبّان حيث تتماهى العلامات المبكّرة لاضطراب الصحة العقلية
مع قلق المراهقين.
إنّ الانفعال وتقلب المزاج والميل للعزلة من
العلامات الشائعة لاضطراب الصحة العقلية، وقد تكون هذه السلوكيّات طبيعيةً. وعلى
الوالدين مجاراةُ عواطف أطفالهم وتحديد علامات اضطراب الصحة العقلية وتوفير العلاج
النفسي في حال معاناة طفلهم.
فيما يلي عشرُ علامات تحذيرٍ عليك مراقبتها عند طفلك وقد تتطلب منك مزيداً من الاهتمام والدعم:
1.
التغيرات الشديدة في المزاج أو السلوك: كن منتبهاً
لأي تحولاتٍ مفاجئةٍ أو حادّةٍ في مزاج طفلك أو شخصيته أو سلوكه. بما يشمل ازدياد
نوبات الغضب أو السلوك العدوانيّ أو الميل للعزلة أو التقلّبات الحادّة في المزاج.
2.
الهوس بالأسلحة أو أشكال العنف: إذا أظهر
طفلك ميولاً غير اعتياديةٍ تجاه الأسلحة أو وسائط الإعلام المروّجة للعنف أو
الأفعال المتّسمة بالقسوة، فقد يكون لهذه الميول دلالةً خطيرة.
3.
التنمّر أو التعرّض للتنمّر: تُعَدُّ كلتا
الحالتين من التنمّر على الآخرين والتعرّض المتكرّر للتنمّر من مؤشرات القضايا
الأساسية التي تتطلّب المعالجة.
4.
صعوبة تكوين العلاقات: قد تلزم التحدّيات في
تكوين العلاقات السليمة مع الأقران والمحافظة عليها أو مظاهر العزلة الاجتماعية
تقديم دعمٍ إضافيّ.
5.
تراجع المستوى الدراسي: إن حصول انخفاضٍ
مفاجئٍ وكبيرٍ بالنتائج الامتحانية أو إهمال الواجبات المدرسية قد يكون مؤشراً على
مشكلةٍ أكبر.
6.
الاضطرابات العقلية وبوادر النزعات الانتحارية
أو الأفكار الإجرامية: يجب أخذ أي مظاهر للاضطرابات العقلية على محمل الجد، من
قبيل هلوسات الصوت الداخلي المُوجّهة للقتل، وأعراض جنون الارتياب، والأوهام، وأية
تلميحات عن نيّتهم إيذاء أنفسهم أو إنهاء حياتهم، وتأمين علاج نفسي فوري لهذه
الاضطرابات.
7.
تعاطي المخدرات أو الإفراط في تناول الكحول:
يمكن أن يفاقم تعاطي المخدرات مشاكل الصحة العقلية الأساسية وقد يكون نتيجة لها.
8.
الاستغراق بالمظالم أو الرغبة بالانتقام: يعدّ استحواذ مشاعر عميقة على طفلك من الاستياء أو الغضب أو سيطرة النزعة
للانتقام، مدعاةٌ للقلق.
9.
الافتقار للإحساس العاطفي أو الشعور بوخز
الضمير: قد تؤشر اللامبالاة تجاه الآخرين أو عدم القدرة على الشعور بالأسف حيال أفعالهم
السلبية على ضرورة التدخل.
10. حيازة سلاح ناري: في حال حيازة طفلك لسلاح ناري من منزلك أو عبر أي وسيلة، فهو خطرٌ مدهمٌ يُوجِبٌ التصرّف فوراً. وبما يخص حيازتك لسلاح في المنزل فلا تنخدع باستحالة الوصول إليه أينما منعته، فقد أظهرت الدراسات أن الأطفال يجدون الوسائل للوصول للأسلحة بسهولة ويسر.
والمطمئن بالأمر أنه بإمكاننا تفادي العنف، فقد توصلت دراستنا النفسية المتقدمة والحائزة للجوائز، المجراة على مطلقي النار داخل المدارس أن تضافر مجموعة عوامل عادةً ما يقود إلى مسلك العنف. حيث أجريت مع فريقي البحثي أول دراسة نفسية وفق معاييرٍ قياسية على مطلقي النار الجماعي محلياً ووجدنا ارتفاعاً شديداً بمعدلات الأمراض النفسية غير المعالجة ولا المشخصة، برغم تعدد محدّدات أصل العنف. بالإضافة إلى احتمال تفادي معظم حوادث إطلاق النار داخل المدارس التي تقصّاها فريقنا فيما لو تلقّى مطلق النار بعد تحديد أنظمة الدعم الثانوي عادةً لحالته المضطربة تقييماً تشخيصياً نفسياً مناسباً متبوعاً بالدعم النفسي والعلاج المناسب.
ومع ذلك، من المهمّ عدم إغفال المنظور الأشمل بأن معظم من يعانون من آثار الأمراض الصحية العقلية المعالجَة ليسوا أكثر عنفاً من بقية السكان.
عادةً ما يُبدي
مطلقي النار الجماعي من المراهقين سلوكاً مضطرباً ملحوظاً قبل وقتٍ من فعل الإطلاق،
لتشتعل بعد ذلك نار العنف في أغلب الأحيان على أثر أزمةٍ شخصية. لذا فإنّ التعرف على
علامات التحذير لتهيؤ أحدهم لإطلاق النار والإبلاغ عنه إنقاذُ حياة. وتعد أسباب
حوادث إطلاق النار داخل المدارس معقّدة ومركبة من تشابك عدة مسائل: الأمراض العقلية،
والإقصاء، والإساءة المزمنة بالتعامل، والإهمال، والحصول اليسير على سلاح.
وإن لتضافر جهود
المدارس والوالدَين في تأمين العلاج النفسي المطلوب بالغُ الأهمية وعلى عاتق
الجميع مسؤولية الإبلاغ عن أي شخص يهدد باستخدام العنف. فلا يُعقل أن نقف مكتوفي
الأيدي بحياديّةٍ وخوفٍ وصمت.
ترجمة: محمد عجمية
تدقيق ومراجعة: أ.ظلال مصطفى صباغ
المصدر من هنا