تظهر دراسة أنّ جسدك يهرم في هاتين المرحلتين من العمر 

بقلم ستيفاني براون

  

سيشهد جسدك ابتداءً من أوائل الأربعينات من عمرك تغيرات في استقلاب المواد الدسمة والكحول مع ضعف وظائف الكلى، وكذلك في استقلاب الكربوهيدرات،

 وتراجع نظام المناعة بحلول عامك الستين. كما لاحظ الباحثون تغيرات بارزة في مخاطر الإصابة بأمراض الجلد والعضلات والقلب في الأربعينات والستينات. 

وقد اقتصرت الدراسة على 108 شخصاً من سكان كاليفورنيا ممن تتراوح أعمارهم بين 25 و75 عاماً، وتوصّلت إلى نتائجٍ يمكن أن تسهم باختبارات تشخيصية جديدة وإجراءات وقائية للأمراض المرتبطة بالشيخوخة ولا بدّ من مزيدٍ من الأبحاث لتأكيد هذه النتائج.

  

ووفقاً ل د. (مايكل سنايدر) المؤلف الرئيسي لهذه الدراسة ومدير مركز الطب الشخصي والجينومي في جامعة ستانفورد فإن العمر المديد لا يرتبط بالضرورة بنمط الحياة النشيط والصحي في مرحلة الشيخوخة، حيث يقل متوسط العمر الصحي - الزمن الذي يقضيه الناس في صحة جيدة- عن عمرهم الزمني ب 11-15 عاماً. 

وبهذا الخصوص أوضح د. سنايدر لموقع فيري ويل من خلال بريد الكتروني: نسعى لإطالة العمر الصحي للناس ليعادل أعمارهم الزمنية ونظرياً يمكن لمتوسط الأعمار بالتالي أن يرتفع قليلاً أيضاً.

 

 منتصف العمر مهم لشيخوخة صحية. 

أظهرت دراسات سابقة الدور المهم للصحة في منتصف العمر ولاسيما بين الأعمار من 40 إلى 65 على مستوى الصحة في آخر العمر. وربطت دراسة صدرت عام 2018 في مجلة (نوترينتس) بين عوامل صحية معينة مثل الحفاظ على وزن صحي والنشاط البدني والالتزام بنظام غذائي متكامل بالإضافة لعدم التدخين مع الصحة الجيدة في مرحلة الشيخوخة. 

كما بيّن تقريرٌ نشرته مجلة (ذا لانسيت) عام 2020 أن منتصف العمر يمثّل فترة انتقالية مهمة في صحة الدماغ. ووفقاً لهذا التقرير يُمكن لضبط ضغط الدم ومواظبة النشاط البدني والمعرفي والاجتماعي خلال هذه الفترة من الحياة تقليل خطر الإصابة بالخرف مستقبلاً. 

وتضاف الدراسة الجديدة إلى الكم المتنامي من الأبحاث بخصوص العمر الصحي بالإضافة إلى تسليط الضوء على أهمية اتِّباع عادات صحية في عمر مبكر. 

وفي هذا السياق أفاد د. (كينيث بوكفار) مدير المركز التكاملي لأبحاث الشيخوخة في جامعة ألاباما في برمنغهام، وغير المشترك في هذه الدراسة:

-تتحدد فعليا مستويات صحتك في الستين والسبعين والثمانين بنمط حياتك خلال العقود التي تسبقها. 

كما أضاف بأنه من السابق لأوانه تقديم توصيات محددة بناءً على هذه الدراسة الجديدة، ولكن على من يريد أن يحتفظ بصحة جيدة في عمر الستين، أن يبدأ بالانتباه لنظامه الغذائي ونمط حياته في الأربعين والخمسين من العمر.

 

الشيخوخة أمر حتمي، لكنّ تغييرات نمط الحياة تدعم العمرَ الصحي 

وجدت الدراسة الجديدة أن الجزيئات والميكروبات المرتبطة بالشيخوخة تتراجع عند فترات محددة من العمر. إلا أنّه يلزم دراسات مستقبلية لتحديد حدوث هذه التغيرات الجزيئية ذاتها لدى مجموعات مختلفة من الناس. 

ويؤكد د. سنايدر: نرغب بدراسة حالات أشمل من الناس بعموم البلاد للتأكد من صحة ما توصلنا إليه من نتائج على الجميع، وليس فقط بمن شملتهم الدراسة في منطقة خليج سان فرانسيسكو في كاليفورنيا. كما نريد تحليل الفرق بين الرجال والنساء، وفهم سبب العمر الأطول للنساء.

  

الشيخوخة أمر حتمي ومع ذلك ربما يخفف اتّخاذ تغييرات محددة في نمط الحياة من بعض المخاطر الناجمة عن الأمراض المرتبطة بالشيخوخة. ولا يتوقف الأمر على ذلك فالعديد من العوامل مثل البيئة والاستقرار الاقتصادي وتوفر التعليم والرعاية الصحية تؤثر أيضاً على ملامح الشيخوخة الصحية وليس من السهل التحكم بهذه العوامل على المستوى الشخصي. 

ووفقا ل د سنايدر، يمكن للناس إجراء تغييرات بسيطة في نمط الحياة مثل شرب كميات وافرة من الماء للمحافظة على صحة الكلى، وبناء الكتلة العضلية بالتدريب على رفع الأوزان، وتناول خافضات مستوى الكوليسترول في حال ارتفاع قيمة الكوليسترول الضار لديهم. 

وأضاف أيضاً: ليس مرجحاً أن يوقف ذلك الشيخوخة ولكنه يقلل المشاكل التي لاحظناها ويساعد الناس على إطالة عمرهم الصحي.

ترجمة: محمد عجمية

تدقيق ومراجعة: أ.ظلال مصطفى صباغ

المصدر من هنا